مــمــــلــكــــة الــــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــمــــلــكــــة الــــــحـــب


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صرخة أم عراقية ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دنيا الحبوب
๑۩۞ ملكة الحب๑۩۞
๑۩۞ ملكة الحب๑۩۞
دنيا الحبوب


انثى عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 27/10/2007

صرخة أم عراقية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: صرخة أم عراقية ؟   صرخة أم عراقية ؟ I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 15, 2007 9:19 pm

صرخة أم عراقية ؟



صرخة أم عراقية ؟ 1169472371




بقلم : أحمد منصور ـ الجزيرة


أثناء تغطيتي لحروب أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق كان الجانب الأنساني يأسرني دائما ،
فأسوا ما في الحروب ليس تدميرها للقري والمدن فهذه يعاد بناؤها ، ولكن أسوأ ما فيها هو تدميرها
للأنسان ، وقد لاحظت مع كثرة التقارير الأخبارية سواء التليفزيونية أم الصحفية التى تقدم عن الحرب
فى العراق أن الجانب الأنساني يكاد يغيب فيها ، قليل من الصحفيين والمراسلين من يحاول الدخول
إلي النفس الأنسانية وإلي أعماق الأنسان العراقي ليكتشف حجم ومقدار الجريمة التى ارتكبت فى
حقه وحجم الدمار الذي لحق بأركان نفسه وجوانبها .


في مطار عمان استوقفتني سيدة عراقية في نهاية العقد الرابع من عمرها ـ وكانت معها ابنتها علي
أعتاب الشباب ـ فقالت المرأة لي : لماذا لا تعكسون فى برامجكم وأخباركم الجانب الأنساني لنا
في العراق لاسيما للنساء ، أنا اعتقلت من القوات الأمريكية وقضيت ستة أشهر فى سجن أبوغريب ،
وابنتي هذه الصغيرة اعتقلت وقضت شهرا في السجن وهناك مئات النساء العراقيات الأخريات
لازلن فى السجون الأمريكية والعراقية ربما منذ بداية الأحتلال ، ولايتحدث عنهم أو عن مأساتهن
أحد ، وكأن الأمة لم يعد بها نخوة أو غيرة أو رجال ، ورحم الله المعتصم ، ربما أعانني الله وخرجت
صلبة في ظاهري علي الأقل ، لكن ابنتي هذه واجهت صدمة شديدة وهي في مقتبل عمرها وأصبحت
كأطلال امرأة هرمة وهي بعد لم تبدأ حياتها ، حينما كشفت فضيحة سجن أبو غريب هاج العالم وماج ،
ثم خفت كل شيء وانتهي وكأن سجن أبوغريب قد أغلق ، وكأن من ارتكبوا ويرتكبون الجرائم فيه
قد توقفوا ، كل شيء علي ماهو عليه لم يتغير شيء سوي أن الناس والعرب والمسلمين تحديدا
قد صمتوا ، التعذيب والأنتهاكات التى تحدث علي أيدي القوات الأمريكية أو علي أيدي القوات
الحكومية الموالية لها لا تخطر علي بال أحد ، ومن الصعوبة أن تروي ولو رويت ربما لا يصدقها
الناس ، إنني في طريقي لحضور أحد المؤتمرات لأروي تجربتي وتجربة ابنتي ربما تلامس آلامي
وآهاتي وجراحي أسماع أحد من هؤلاء الصامتين أو الراقصين علي جراحنا ، وسوف أفضحهم
وأفضح أفاعيلهم ربما تخفف قليلا عن نساء العراق الأسيرات لدي الأمريكيين أو القوات الحكومية
الموالية لها ، ما ذنب ابنتي ومئات مثلها ممن لا يكدن يغادرن طفولتهم حتى يمروا بتلك الصدمة
القاسية التى تركتها حطاما كما تراها ؟ ماذنب الأمهات والأخوات والبنات اللائي يلقين فى السجون
لأنهن يردن وطنهن حرا خاليا من المحتل ؟ إنهم هم الذين بغوا علينا واحتلوا بلادنا وقتلوا أبناءنا
وأزواجنا وآباءنا أو اعتقلوهم ؟ لم يعد أحد آمن فى بلادنا ،

































صرخة أم عراقية ؟ 1169472405



إنني أتمني من كل كاميرات الدنيا أن
تأتي وتسجل تلك الآلام التى نعيشها كأمهات عراقيات ، وكيف أصبحت الواحدة تصبح وهي لاتدري
من الذي سوف يمسي حيا من عائلتها وتمسي ولا تدري من الذي سوف سيبقي حيا أو غير معتقل
من أسرتها ، إنني أتألم وكل أمرأة فى العراق تتألم وكل عائلة تتألم وألمنا الذي سببه المحتل أصبح
فى كل شيء ، وأسوأ آلام الحياة هو الخوف وعدم الأمن ، والأسوأ منه الوضع الأقتصادي المتردي ،
فالأمهات في كثير من الأحيان لا يعرفن ماذا وكيف يطعمن أطفالهن ، وفرق الموت تنشره فى كل
مكان ولا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة ، والقوات الأمريكية تظل تحاصر بعض أحياء بغداد لعدة أيام
لا يستطيع أحد خلالها أن يخرج من بيته بحجة إلقاء القبض علي مسلحين ، وهم في الحقيقة
يحاصرون نساءا وأطفالا وشيوخا وقلة من الشباب الذي يدافعون عن أنفسهم وعائلاتهم من عمليات
التطهير المذهبي والعرقي التى يعيشها سكان بغداد ، لم نعرف الطائفية إلا بعد الأحتلال ، لم نعرف
الخوف وعدم الأمن بهذا الشكل المرعب إلا بعد الأحتلال ، لم نعرف الجوع والعوز والفاقة إلا بعد
الأحتلال ، لقد كنا نعيش حياة رغدة قبل ستة عشر عاما ، وكانت عملتنا تساوي أكثر من ثلاثة
دولارات ، وكنا لا نعرف شيئا عن تلك الآلام التى نعيشها الآن والتى أنستنا كل نعيم عشناه .

ظلت المرأة تتحدث وأنا أنصت دون تعليق حتى أعلن المضيف الداخلي في مطار عمان عن النداء
الأخير علي رحلتي المتجهة إلي الدوحة ، لم أستطع أن أقول لها أريد أن ألحق بطائرتي فقد كنت
مختنقا من الدموع التى كانت تغالبني وخشيت أن أتكلم فأنفجر باكيا ، لكنها استدركت و قالت لي :
أعرف أني قد أطلت عليك ولا أريد أن أؤخرك عن طائرتك ، ولكني أستحلفك بالله الذي جمعنا علي
غير موعد أن تنقل تلك الصرخة .. صرخة أم عراقية إلي الأمة ربما تصادف صرختي لدي أحد
نخوة المعتصم .



















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صرخة أم عراقية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغنية عراقية حزينة جدا عن الام بصوت المطرب اليهودي يعقوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــمــــلــكــــة الــــــحـــب :: ๑۩۞ منتدى التاريخ๑۩۞ :: ๑۩۞ منتدىالسياسة ووثائق تاريخية๑۩۞-
انتقل الى: